مقال هام للواشنطن بوست :إن حكم السنّة سوريا , سيغيرون وجه المنطقة !
BY ADMIN – POSTED ON 2013/05/13
POSTED IN: مقالات وتحليلات
أورثوذكسي Orthodoxy - كلنا شركاء .
واشنطن بوست .
غالباً ما يكون فكرة سيئة أن ترسم خريطة على عجل , هذا ما فعله رسامو خرائط الدول الاستعمارية بالعالم العربي بعد الحرب العالمية الأولى , فالحدود التي رسموها اعتمدت على ركائز قبلية و دينية أقدم بكثير من الدول الجديدة .
تظهر حماقة هذه الخطوط اليوم , بعد أن هددت الحرب السورية وحدة أراضيها , بل و أكثر , الحرب السورية تهدد وحدة أراضي الشرق الأوسط كاملاً .
كان على الرئيس أوباما أن يقرأ جيداً أن سوريا هي محور الهلال الخصيب , و أن تصدعاتها الطائفية و العرقية ستعيد انتاج نفسها في كامل المنطقة , و كان عليه ألّا يهتم برسم الخطوط الحمراء , التي تدنو أهميتها أقل من الخطوط المرسومة على الرمال العربية منذ عقود .
ماذا يحدث الآن في الشرق الأوسط ؟
لبنان :
طرابلس على المتوسط , ثاني أكبر مدن لبنان , بأكثرية سنية و أقلية علوية , و كانت على الدوام تدور بفلك حمص السورية , و لم يكن لغزاً أن الصراع مقبل على احتدام بين السنة و العلويين في احياء طرابلس , اليوم , سنة طرابلس يرون الانتفاضة السورية باباً لاستعادة سيادة السنّة على المنطقة .
نصرالله يرسل جنود المشاة لديه ليدعمو الديكتاتور السوري في زي واجب ديني , و هو لا يخفي ذلك و سبق أن هدد الدول الداعمة للانتفاضة السورية .
حسب استفتاء نشر مؤخراً في 1 أيار :
91% من الشيعة في لبنان مع الأسد
8 % من الشيعة في لبنان ضد الأسد
92% من السنة في لبنان ضد الأسد
7% من السنة في لبنان مع الأسد
ما هذا التناقض في بلد صغير خانق كلبنان ؟
العراق :
لأول مرة منذ ألف عام , يقود الشيعة العراق و يحكمونه و هم جنباً الى جنب مع الديكتاتورية العلوية في دمشق , بأموال النفط و دعم حزب الدعوة .
أما غرب العراق , سنة الأنبار و المواصل يدعمون الانتفاضة السورية , فالقبائل نفسها في العراق و شرق سوريا , لا يفصل بينها الا الحدود , و هم رأوا في الانتفاضة السورية بريق أملاً لهم للتخلص من النظام الشيعي الذي أطلق العنان لقوانين مكافحة الارهاب و اجتثاث البعث على أهل السنة و الآلاف اليوم منهم يقبعون في السجون بتهم زائفة .
الأردن :
500000 لاجئ سوري عبروا الحدود الى الاردن , تقريباً أكثر من 10% من تعداد سكان الأردن
نظام ملكي علماني , و معارضة من الاخوان المسلمين , و رغم أن النظام الملكي يعلم بأن الثورة السورية تمثل دعماً للاخوان المسلمين في الاردن إلا أنه يكافح لتحمل الأعباء الاقتصادية الضخمة بعد نصف مليون سوري لجؤوا الى الاردن .
اسرائيل :
الجار الحكيم , صاحب السياسة الحميدة و المسالمة , نعم لا يعيش قصة حب مع النظام السوري لكنه لا يثق بالمعارضة السورية كجار جيد بعد الأسد .
لصبرها حدود , و خطها الأحمر ” لن نسمح بأن يتوجه السلاح الى حزب الله عبر سوريا ” , و الضربتان العسكريتان الاسبوع الماضي تجسيداً للخط الأحمر الاسرائيلي .
رغم كل هذا ,
لا أعتقد أن حدود سوريا ستمحى , و لا أعتقد أن غرب العراق سينضم الى سوريا , ولا طرابلس و لكن :
” سوريا محكومة بأغلبية سنيّة , ستعيد كتابة سياسات الشرق الأوسط .”
سوريا يحكمها السنّة , ستؤدي الى وقف عسكرة المجتمع السوري , التي دمرت هذا المجتمع , ستخلو سوريا من الاستبداد , و ستقيم الطبقة الوسطى دولة أكثر انفتاحاً و رحمة , و ستصبح سوريا أرض التجار و التجارة , و من هذه الكلمات يخرج الأمل بسوريا أفضل من بعد الدمار .
لبنان أيضاً , سيأخذ فرصته في الحياة الطبيعية , فقوة حزب الله من قوى الديكتاتور السوري , لا أقول أن المنطقة ستعيش المثالية بعد الطغيان السوري , و لكن ستعيش المنطقة أجواء سياسية أفضل .
الغريب في كل هذا هو سلبية الولايات المتحدة , و انعدام القرار الأمريكي بشأن الأسد الذي أدى الى تطرف الانتفاضة السورية .
في ولاية الرئيس أوباما الأولى , أربعة من مستشاري سياسته الخارجية طلبوا منه تسليح المعارضة السورية و هم :
- وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون
- وزير الدفاع ليون بانيتا
- مدير الCIA : ديفيد بتروساند
- رئيس هيئة الاركان : مارتن ديمبسي .
و رغم ذلك تجاهلهم الرئيس أوباما !!
وتحت أنظار العالم , رسم بدل ذلك خطوطه الحمراء , واضعاً مصداقيته بيد الديكتاتور السوري في خضم عاصفة من صنعه !
الكويت 1991 , البوسنا 1995 , كوسوفو 1999, أفغانستان 2001, العراق 2003 , ليبيا 2011 .
كلهم شهود على تحمل أمريكا للمسؤولية و على قوتها .
أوباما أوقف النار عندما أتى الأمر للجزار الأكبر !
حظ مأساوي لدى السوريين , أن انتفاضتهم حدثت في عهد رئيس أمريكي أصبح الحذر لديه هوساً , و لا يرى إلا خطورة التحرك , دون أن يرى خطر التنازل !
http://www.washingtonpost.com/opinions/in-syrias-war-the-lines-that-matter-arent-red/2013/05/09/b29ac688-b808-11e2-92f3-f291801936b8_story.html